عضو في لجنة المساجين الموقوفة يكشف عن جانب من الظلم والجور والاستغلال والمآسي و قصص المعاناة في السجون اليمنية
يمنات – صنعاء – خاص
كشف عضو في لجنة المساجين الموقوفة في السجن المركزي بصنعاء، عن طبيعة تشكيل اللجنة، و المهام التي انيطت بها، و حالات من الظلم التي تحصل في السجون.
و أشار عبد السلام جدبان، أن اللجنة شكلت بتوجيه زعيم أنصار الله، عبد الملك الحوثي، مطلع العام الجاري.
و أوضح جدبان، أن الحوثي عين مجموعة من أعضاء اللجنة بنفسه، و هو من سماها بلجنة “المساجين”.
و كشف جدبان، أن الحوثي وجه بتشكيل اللجنة بناء على ما تم اطلاعه عليه مما يحصل في السجون الأمنية و المركزية، و ما يعانيه المجتمع من ظلم القضاة و النيابات و المتسلطون باسم القانون و الأمن، و التراكم البشري في السجون، و التكدس اللا مبرر للملفات و القضايا في المحاكم..
و أوضح، أن اللجنة شكلت برئاسة يحيى بدرالدين الحوثي، و تم تسمية باقي الأعضاء و توزيع المهام حسب الاختصاص.
و أشار إلى أن اللجنة ضمت في عضويتها قضاة و محامين و قانونيين و مهندسين و أطباء و عسكريين، و فريق معلوماتي و آخر إعلامي.
و نوه إلى أنه تم تحديد مهام اللجنة و أعمالها و آلية العمل و غير ذلك من البنود التأسيسية.
و لفت إلى أن ذلك بعلم زعيم أنصار الله، الذي بارك خطوات اللجنة، و اعطاها الاذن بالبدء بعملها.
و قال عبد السلام جدبان: بدأت اللجنة مشوارها العملي بالنزول الميداني إلى السجون الأمنية أولا، و اطلعت على أحوال المعتقلين و قضاياهم و أخذت معلوماتهم و خلفيات اعتقالهم و بدأت بدراسة القضايا بشكل مفصل و فردي.
و أضاف: قررت اللجنة الافراج عن مجموعة من المعتقلين و الاعتذار لهم عن ما لحق بهم، و التحفظ على بعض و إعادة التحقيق مع البعض الآخر و إحالة آخرين إلى الجهات المعنية.
و أشار إلى أن اللجنة واجهت حينها بعض العراقيل و المعوقات التي حدت من تحركها و قلصت مهامها فيما يتعلق بسجون أنصار الله لأسباب سيتم شرحها في الوقت المناسب.
و لفت إلى أن اللجنة قررت حينها التخفيف من الضغط على السجون الأمنية لحين يتم تحديد آلية للتعامل مع الدائرة الأمنية، فيما يتعلق بالمعتقلين على ذمة القضايا الأمنية.
و حسب جدبان، اتجهت اللجنة بعد ذلك إلى المنشآت العقابية و السجون المركزية، موضحا أنها وجدت كما هائلا لا يمكن وصفه من الظلم و الجور و الاستغلال و المآسي و قصص المعاناة التي يصعب على أي ذي عقل و فؤاد تصديقها أو تصورها. مشيرا إلى أن اللجنة وجدت قصص يتفطر لها القلب و يندى لها الجبين أسى، و تقشعر لها الجلود رهبة، و تبكي العيون لها دما و يشيب لها الرأس.
و من تلك المأسي، كشف جدبان أن مسجون قضى تسعة عشر عاما مع ولده في السجن بتهمة قتل ليظهر بعدها المقتول حيا يرزق بعد أن قضى الرجل و ولده عقدين من الزمن خلف القضبان..!
و أضاف: وجدنا من قضى ثماني سنوات بتهمة إتلاف و إيذاء المال العام، من أجل كمبة كهرباء اقتلعها من مزرعته احتجاجا على عدم استكمال مشروع الكهرباء في قريته، و بعد أن قضى الرجل ثمان سنوات من عمره في السجن قضت المحكمة بعدم اختصاصها بهذه القضية..!
و تابع: منهم أيضا وهم كثييييير من لديه تنازل من أولياء و أصحاب الحق و لا يزال يقبع في السجن، بل إنه لا يزال يرغم على حضور جلسات و محاكمات رغم انتهاء قضيته..!
و من المأسي التي وجدتها اللجنة الموقوفة في السجن المركزي بصنعاء، مسجونين قضوا مدة المحكومية و لا يزالون في السجن ليقضوا من عمرهم سنوات أخرى حتى تحين لحظة عابرة من الزمان تطلقه من حبسه..!
و أشار إلى أن هناك مسجونين قضوا أكثر من ثلاثين عاما بتهمة القتل، فلا اعدموا و لا هم اطلقوا. و منهم من قضى أكثر من أربعة أعوام في السجن و لم تعقد له جلسة محاكمة بحجة أن الملف ضاع..!، و منهم من قضى نحبه على أعتاب بوابة السجن بعد تعرضه لجلطة و عدم الموافقة على نقله إلى مستشفى، رغم أنه يحمل بين يديه ورقة تنازل من أصحاب الحق الذي حبس لأجله..!